سنفرو: مؤسس الأسرة الرابعة خلال عصر الدولة القديمة
عرف التاريخ الملك سنفرو كأول ملوك الأسرة الرابعة في عصر الدولة المصرية القديمة، حيث تولى عرش مصر بعد وفاة “الملك حونى” آخر ملوك الأسرة الثالثة، وبدأ عهده في عام 2620 قبل الميلاد، وصف سنفرو بأنه “الملك الطيب” أو “المحسن”، هما ألقاب وردت في نصوص تلك الحقبة وحتى بداية عصر الأسرة الرابعة، لم تكن الألقاب الملكية قد اكتملت بعد، لذلك احتفظ سنفرو باسم مولده حتى النهاية، أما الألقاب الثلاثة الأخرى فهي أسماء للتتويج. على الرغم من أن هذا الملك كان له العديد من الأولاد، إلا أن الوحيد الذي أُدرج في صفحات التاريخ هو “خوفو”.
نبذة عن الملك سنفرو

الملك سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة في عصر الدولة القديمة، والذي يعرف بعصر بناة الأهرام، وهو والد الفرعون المعروف “الملك خوفو” الذي ينسب إليه هرم الجيزة الأكبر، وهو العجيبة الوحيدة المتبقية من عجائب العالم القديم، حيث تولى حكم مصر لفترة طويلة قدرها البعض بنحو 24 عامًا، بينما قدرها آخرون بثلاثين عامًا، وذهب البعض إلى اعتبارها 48 عامًا، ولكن فترة حكمه كانت تتراوح حوالي 30 عامًا ولم تصل إلى 48 عامًا.
اقرأ أيضًا: نيكولا تسلا: عبقرية التيار المتردد وملابسات وفاته الغامضة
البنيان والعمران في عهد سنفرو
كان الملك سنفرو هو الملك الوحيد الذي قام ببناء أربعة أهرامات، وهي:
- بدأ بناء الهرم الأول في منطقة ميدوم بمحافظة بني سويف.
- يوجد في منطقة دهشور هرمين، أحدهما يعرف باسم “الهرم المنحني” والآخر باسم “الهرم الأحمر”، حيث يعتبر الهرم الأحمر هو أول هرم كامل، لأنه ليس مدرجاً أو مكسوراً.
- ثم تم إنشاء الهرم الرابع المعروف باسم سلا، وقد استخدم في بناء هذه الأهرامات الأربعة 6 ملايين حجر.
- تأثر بناء الأهرامات ببناء هرم زوسر، كما أشار الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية.
خلال عهده تم تقديم ابتكارات جديدة في بناء وتصميم الأهرامات المصرية، ومن بين أبرزها بناء أول هرم كامل في تاريخ العمارة المصرية وهو الهرم الشمالي أو الهرم الأحمر في منطقة دهشور، الذي سبق هرم الجيزة الأكبر الذي بناه ابنه الملك خوفو، لكنه كان أقل ارتفاعًا منه، وفقًا لكتاب “الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون” للدكتور حسين عبد البصير، كما أشار الكتاب إلى أن الفرعون المحارب الملك سنفرو قام بحملات عسكرية إلى ليبيا والنوبة من أجل هدفين رئيسيين:
- الأول: تأمين العدد الكافي من العمالة اللازمة لإنشاء عدد من الأهرامات مع ما يتطلبه ذلك من ملحقات معمارية ضخمة وحديثة في تاريخ العمارة المصرية.
- الثاني: يتمثل في توفير العديد من مواد البناء التي كانت مطلوبة لتنفيذ هذه المشاريع المعمارية الفريدة.
اقرأ أيضًا: ألكسندر فلمنج: مكتشف البنسلين الذي غير التاريخ
سنفرو باني الأسطول
ينفرد سنفرو بين جميع ملوك مصر بأنه شجع على بناء السفن، وكانت المشكلة الرئيسية تكمن في الحصول على الأخشاب، لكنه تمكن من استقدامها من شمال سوريا، إليكم التفاصيل:
- كان لأسلاف سنفرو من الأسرة الثانية علاقات مع سكان جبيل، التي تبعد حوالي 40 كم شمال بيروت.
- وقد تركت البرديات دليلاً على ما بناه سنفرو، حيث أقيمت سفينة عظيمة في منف أو في بوباسطة بطول حوالي مائة ذراع من خشب الأرز.
- سميت “معبودة الأرضين” كما تم اكتشاف ستين مركباً ملكياً فريداً يحتوي على عدد من العوارض الخشبية التي تباعدت بين الجانبين، مما يدعم سطح السفينة.
- وقد قيل إن هذه الزوارق كانت تستخدم لحماية السفينة الكبرى، وربما تم استخدامها في أنشطة عسكرية خفيفة وأيضاً في النقل الاقتصادي، مثل نقل الجنود أو المنتجات.
- لقد ترك سنفرو لأحفاده ذكرى عظيمة جعلته أكثر الفراعنة شعبية، إذ استمرت الطقوس الخاصة به تقام لفترة طويلة في دهشور وسيناء بشكل محلي.
- كما صورته الأعمال الأدبية والحكايات كنموذج للملك القريب من قلوب الناس.
إرسال التعليق