جاري التحميل الآن

الحضارة الآشورية: قصة النهوض والسقوط وأهم الإنجازات العلمية

الحضارة الآشورية: قصة النهوض والسقوط وأهم الإنجازات العلمية

تعد الحضارة الآشورية واحدة من أعظم الحضارات التي نشأت في شمال بلاد الرافدين، وامتدت بين عامي 2500 و609 ق.م، وتميزت هذه الحضارة بقدراتها العسكرية الكبيرة وتنظيمها الإداري المتقدم، بالإضافة إلى إسهاماتها في العلوم والفنون، وفي هذا المقال سنتناول قصة الحضارة الآشورية، أسباب نهوضها وسقوطها، وأهم إنجازاتها في مختلف العلوم.

قصة الحضارة الآشورية

نشأت الحضارة الآشورية في مدينة آشور الواقعة على ضفاف نهر دجلة في شمال بلاد الرافدين، وبدأت كمجتمع زراعي صغير ثم تطورت لتصبح واحدة من أعظم الإمبراطوريات في التاريخ القديم، وعرفت الحضارة الآشورية فترات من الازدهار والانحسار، لكن أبرز فتراتها كانت في عهد الإمبراطورية الآشورية الحديثة (911-609 ق.م) حيث بلغت ذروة توسعها وقوتها.

اقرأ أيضا: ابن سينا (أفيسينا): عبقرية الطب والفلسفة في الحضارة الإسلامية

أسباب نهوض الحضارة الآشورية

  • الموقع الجغرافي: استفادت آشور من موقعها الاستراتيجي في شمال بلاد الرافدين، مما ساعدها على السيطرة على طرق التجارة والمناطق المحيطة.
  • التنظيم العسكري: كان لدى الآشوريين جيش قوي ومنظم، استخدموا فيه تقنيات متقدمة في الحروب مثل العربات الحربية والآلات الحصار.
  • النظام الإداري: طور الآشوريون نظامًا إداريًا مركزيًا متقدمًا، حيث كان الملوك يحكمون الأقاليم من خلال حكام محليين يتبعون السلطة المركزية.
  • الثقافة والتعليم: كانت آشور مركزًا ثقافيًا وعلميًا، حيث ازدهرت الفنون والعلوم والتدوين.

أسباب سقوط الحضارة الآشورية

  • الصراعات الداخلية: شهدت الإمبراطورية الآشورية صراعات داخلية على السلطة بين الأقاليم والفصائل المختلفة.
  • الغزوات الخارجية: تعرضت آشور لغزوات متكررة من قبل شعوب مثل البابليين والميديين، الذين تحالفوا معًا لإسقاط الإمبراطورية الآشورية.
  • التدهور الاقتصادي: تأثرت آشور بالتغيرات الاقتصادية والتجارية، مما أدى إلى تراجع الاقتصاد وضعف الدولة.
  • التحولات الاجتماعية: شهدت الفترة الأخيرة من الحضارة الآشورية تغيرات اجتماعية وثقافية أثرت على استقرار المجتمع وقوته.

أهم إنجازات الحضارة الآشورية في العلوم

الفن والنحت

  • اشتهرت الحضارة الآشورية بفنونها ونحتها الدقيق، حيث كانوا يزينون القصور والمعابد بنقوش بارزة تصور المعارك والأحداث التاريخية.
    تعد النقوش الجدارية والتماثيل الضخمة من أبرز الإسهامات الفنية الآشورية، والتي كانت غالباً ما تُستخدم لأغراض دعائية لإظهار قوة الملوك والجيش.

الهندسة المعمارية

  •  بنى الآشوريون قصورًا ضخمة ومعابد مزخرفة، وأشهرها قصر سرجون الثاني في خورساباد. تميزت هذه المباني باستخدام الأبعاد الكبيرة والزخارف الفنية المتقنة.
  •  تطورت العمارة الآشورية بشكل كبير في تصميم المدن والتحصينات، مما يعكس مدى تقدمهم الهندسي والمعماري.

اقرأ أيضا: ابن سينا (أفيسينا): عبقرية الطب والفلسفة في الحضارة الإسلامية

الكتابة والتدوين

  • استخدم الآشوريون الكتابة المسمارية لتوثيق الأحداث والشؤون الإدارية، وقد تركوا العديد من الألواح الطينية التي تحتوي على سجلات تاريخية وقانونية.
  • أنشأوا مكتبات ضخمة مثل مكتبة الملك آشوربانيبال في نينوى، التي تعتبر واحدة من أقدم المكتبات في العالم.

الرياضيات والفلك

  • أسهم الآشوريون في تطوير العلوم الفلكية والرياضية، حيث استخدموا الجداول الفلكية والحسابات الدقيقة للتنبؤ بالأحداث السماوية.
  • طوروا نظاماً رياضياً يعتمد على القاعدة الستينية (الأساس 60)، والذي كان يستخدم في القياسات الزمنية والهندسية.

الزراعة والري

  • طور الآشوريون أنظمة ري متقدمة واستخدموا تقنيات زراعية مبتكرة لزيادة الإنتاجية، مما ساعد على استقرارهم الاقتصادي.
  • اهتموا ببناء السدود والقنوات لتوفير المياه للأراضي الزراعية، مما يعكس تقدمهم في إدارة الموارد المائية.

القانون والإدارة

  • وضع الآشوريون مجموعة من القوانين لتنظيم حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وقد أثر ذلك في تطوير الأنظمة القانونية في المنطقة.
  •  كانت إدارة الدولة تعتمد على نظام بيروقراطي متقدم، حيث كان يتم تعيين الحكام المحليين لإدارة الأقاليم نيابة عن الملك.

تعد الحضارة الآشورية من الحضارات العريقة التي قدمت إسهامات كبيرة للبشرية في مختلف المجالات، نهوض وسقوط هذه الحضارة يعكسان تأثير التنظيم العسكري القوي، والابتكار الإداري، والتحديات الداخلية والخارجية على استقرار المجتمعات، وإرث الحضارة الآشورية يظل شاهدًا على عبقرية الإنسان وقدرته على التطور والابتكار في مواجهة التحديات، مما يجعلها واحدة من أهم الحضارات في تاريخ البشرية.

إرسال التعليق

MOST POPULAR DESIGNS